المكان: قاعة المحكمة .
الشخصيات (المدعى العام_القاضى_المتهم).
الزمان : فى يوم من الأيام
فى قفص الإتهام وقف الضمير وفى حضور كلا من القاضى والمدعى العام
المدعى العام: أيها القاضى حضرات السادة الحضور إن هذا المتهم الماثل أمامكم فى قفص الإتهام متهم فى قضايا عديدة
فهو لم يتسبب فقط فى جريمة واحدة بل تسبب فى عدة جرائم عانى منها المجتمع والناس.
فعلى سبيل المثال سيدى القاضى فعندما غاب الضمير ولم يقم بواجبه قام الإنسان وسرق ونهب وقتل
ولم يقم بعمله على أكمل وجه ولم يراعى عرفا ولا دينا ولا قيما ولا أخلاقا . لذلك أيها القاضى أطالبك
بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم لما سببه من فساد فى المجتمع.
القاضى: أيها المتهم ما هو قولك فيما هو منسوب إليك؟ ولماذا لم تقم بواجبك؟ أليس من وظيفتك أن تقوم بمنع صاحبك
من كل فعل يخالف ما تعلمت إياه من قيم ومثل؟!
المتهم : سيدى القاضى ما تفضل به المدعى العام وقاله صحيح ولكن الله سبحانه وتعالى أودعنى بداخل صاحبى
مع مجموعة من القيم والمثل والعادات والتقاليد وقبلها تعاليم الدين
غير أن صاحبى قلما قمت وعنفته عما يفعله كان يحمل لنفسه من الحجج الكثير فتارة يقول
(أعمل ايه أكل العيش مرر) (العيال ومشاكلهم والمصاريف زادت) (الدنيا كلها ماشية بالكوسة)
(الدنيا بقت عامله زى الغابة والقوى فيها بيزيح الضعيف وأنا لازم أكون قوى)
(ياعم سيبك بلا قيم بلا مثل بلا كلام فارغ الكلام ده مبيأكلش عيش).
سيدى القاضى أقسم لك أننى فعلت الكثير وحاولت بكل الطرق منعه مما يفعله ولكن كانت الحجج أقوى منى
وكان دائما ما يضعفنى بتبريراته. وغالبا ما كانت نفسه الأمارة بالسوء هى الدافع والمعين له على مايفعل
ماذا أفعل سيدىوسط هذه الحياة والصراعات التى لا تنتهى والتبريرات التى لا يكف عن ذكرهاونفسه التى
تقويه على ذلك والطمع فى الكراسى وتمنى ما عند الناس؟.
القاضى: أيها المتهم لاتمنع تلك الأسباب من أن تقوم بواجبك فأين كنت؟ وكيف غبت فى أثناء هذه الجرائم؟
المتهم : لم أغب كنت أوجه وأنصح وفعلت كل ما بوسعى صدقنى ياسيدى فعلت كل ما بوسعى
ولكن صاحبى عمل على تغييبى.
القاضى : الحكم بعد المداولة.