إن الناظر لأمتنا الإسلامية والعربية يلتمس ما وصلنا إليه من تراجع وتخاذل وأننا قد أصبحنا فى أخر ركب الحضارات
بعدما كنا سادة للأمم . لذا بدلا من أن نلعن الظلام نضىء شمعة والشمعة التى أقصدها هنا هم الشباب نعم فالشباب كانوا
ولا زالوا العمود الفقرى لأى أمة فى التاريخ.
فشبابنا يعانون من حرب ضروس من الغرب والعلمانية. بدأت هذه الحرب منذ مئات السنين بدأت واضحة عندما أرادو إستعادة بلاد الأندلس من المسلمين فأرسلوا جاسوسا لهم إلى بلاد الأندلس ليعلموا هل حان الوقت للغزو أم لا فذهب الجاسوس فأول ما قابل قابل شاب على صخرة يبكى
فقال له ما يبكيك؟ قال أبكى لأن صاحبى يصيب هدفين بسهم واحد وأنا اصيب هدف بسهم فعاد الجاسوس إليهم وقال لهم لم يحن الوقت بعد لغزو بلاد الأندلس ففكر الغرب جيدا كيف يكون لهم النصر فعلموا وتأكدوا أن هذا لن يكون غلا بضرب العمود الفقرى وهو الشباب ثم أخذو فى الكيد للشباب وبعد مرور بضع سنوات أرسلوا جاسوسا أخر فأول ما قابل قابل شاب يبكى فسأله ما يبكيك؟ قال أبكى لأن حبيبتى تركتنى ولم تأتى فى موعدها. فعاد الجاسوس وقال لهم الأن الأن حان وقت الغزو. وقد كان ما كان وأصبحت بلاد الأندلس لهم.
بدأت تلك الحرب فى العهد الحديث حينما صرح وزير خارجية بريطانيا وقال كأس وجارية تفعل بأمة محمد الأفاعيل. ثم توالت الحروب من الإعلام والثقافات العامة والقنوات الأوروبية والسيطرة على عقول الشباب بالجنس والأشياء التافهه ومحاربة الكوادر العقلية أو إستقطابها للعمل معهم ولا زالت الحرب مستمرة.
السؤال الأن رغم تلك الحروب إلى أن الشخصية العربية والمصرية بشكل خاص استمرت تحتفظ بشهامتها ونبل أخلاقها وأخلاق أولاد البلد كما يقولون . فما الذى حدث؟ منذ متى والشباب لا يفكر إلا فى التحرش وتلك الأشياء؟ منذ متى والشباب يفكر فى الحب بالطرق الغير شرعية أو ما يسمونه بالحب المسروق أو القبلات المسروقة؟ منذ متى والشباب يلجأ إلى المخدرات للهروب من الواقع؟ منذ متى والشباب يلجأ إلى السرقة والحجة هى عدم وجود العمل؟ فإن الغاية لا تبرر أبدا الوسيلة . فى الحقيقة هناك تساؤلات كثيرة حول الشباب فى تلك الأيام؟
كنت أتابع إحدى البرامج الرياضية فوجدت لفته رائعة من الكاتب الرائع إبراهيم حجازى يهنىء جمعية رسالة على المجهود الرائع الذى قامت به الجمعية فى عيد الأضحى وأنهم يعملون بدون مقابل ورغم أنى لاأعلم الكثير عن تلك الجمعية إلا أنه مجهود رائع وشبابها مثال رائع للشباب الجاد وغيرها من الجمعيات التى لا تنتنى إلا حزب أو جهة معينة وإنما تعمل بهدف تغيير أنماط وسلوكيات المجتمع والرقى به فهؤلاء نرفع لهم القبعات. قال تعالى: ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ).
إذا فالشباب هم الشمعة التى تضىء وسط الظلام الأن وحتما لن تنطفىء وحتما ستستنر بإذن الله . سيكون لكل منا دورا فى هذه الحياة سنبذل كل طاقتنا للعودة مرة أخرى سنعمل حتى يعلم الجميع أن الشباب هو طريق العودة وهو الأمل الحالى والقادم .
وأختم بتلك القصة
كان هناك خمس شمعات شمعة الحب وشمعة الخير وشمعة السلام وشمعة السعادة وشمعة الأمل ينيروا ظلام الحجرة جاءت رياح شديدة فأنطفأت شمعة الحب فنظرت إاليها شمعة الخير فى أسى وقالت لم يعد هناك حب إذا فليس هناك خير فأنطفأت من الحزن عليها ثم نظرت إليهما شمعة السلام وقالت لايوجد حب ولا خير إذا لن يكون هناك سلام فأنطفأت هى الأخرى نظرة اليهم شمعة السعادة وقالت لم يعد هناك حب ولا خير ولا سلام هيهات فأين تكون السعادة فأنطفأت هى الأخرى فعندما دخل الطفل ورأى الشمعات الأربع قد انطفأت بكى
فدخل والده وأخذ شمعة الأمل وأشعل الشمعات الأربع مرة أخرى وقال لا تخف ياصغيرى فطالما وجد الأمل يبقى أكيد هيكون فيه حب وخير وسلام وسعادة.
يا شباب أنتم عماد الأمة يا شباب بكم تقام الحضارات يا شباب بكم تختفى صورة الشباب التافه . أنتم الأمل